حرية الصحافة ، ما هي ؟ |
حتى في الأمم التي تعد طليعة الشعوب الديمقراطية ، نلاحظ تناقضا كبيراً. فلا يمر شهر دون أن تمنع صحيفة ما في فرنسا (أيام الحرب الجزائرية) ، لأن السلطة لا ترضى على مقال ما... فهل معيار حرية الصحافة إرضاء الحكومة؟.
إن منع الصحف يخالف حرية القول، ويجعل من الحكومة خصماً وحكماً ، في وقت واحد.
ولكن، يجب أن نتسائل: أحرية الصحافة هي أن يقول الناس ما شاءوا، فيما شاءوا، وفيمن شاءوا، ومتى شاءوا، وأنى شاءوا ؟ إذا أجبنا بنعم ، فمعناه أننا نجعل حرية الصحافة مرادفة للفوضى في القول، فاتحين الأبواب أمام التحريضات المختلفة والكذب ، والتهديد بالتشهير "شانتاج"، مما يعرض بحريات الأخرين إلى أخطار مادية ومعنوية.
أمعيار حرية الصحافة مشيئة رجال الأقلام، نعني أقلية من الناس؟
نحن الأن في حيرة : إما أن نجعل المقياس هو إرادة الحكومة، وإما إرادة الصحفيين ومن يوحي إليهم بما يكتبون.
حرية الصحافة إذا تستلزم حرية الاجتماع ، والناس لا يجتمعون إلا حول آراء وضد أخرى ، أي لا بد في كل هذا من حرية الاتجاه السياسي ، والمعتقدات ، والمذهب. ومن الحكم بين الاتجاهات والهيئات؟ مثلا ، بين اليمين واليسار ، والرأسمال والنقابات؟ الحكومة تتكون من أفراد ينتمون إلى هيأت يصعب عليهم أن يعاملوا ، بتسامح ، حرية الرأي عند خصومهم: "إذا كان خصمي حاكمي ، كيف أصنع ؟".
ينزلق منطق البعض فيخلط بين حرية الصحافة وحرية القراء ويجعلهما مترادفين ، مع أن الصحفيين يتصرفون، مباشرة أو غير مباشرة، في الأذهان ويتحكمون في توجيه "الرأي العام". والصحفيون هم أنفسهم ، ليسوا أحرارا ، لأن رؤوس الأموال ، أو الحزب ، أو الحكومة هي التي تتحكم في الصحافة والصحفيين...
إذا أعجبكم المقال لا تبخلوا بالمشاركة ↓ حتا تعم الفائدة.