يعرف مرض السكر بأنه اختلال في عملية أيض السكر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر (الجلوكوز ) في الدم بصورة غير طبيعية لأسباب مختلفة قد تكون نفسية ، أو عضوية ، أو بسبب عوامل وراثية . ويحدث نتيجة وجود خلل في إفراز الأنسولين من البنكرياس ، فقد تكون كمية الأنسولين التي يتم إفرازها أقل من المطلوب أو يكون هناك توقف تام عن إنتاجه ويطلق على هذه الحالة " قصور الأنسولين " ، أو أن الكمية المفرزة كبيرة في بعض الحالات كالأفراد المصابين بالسمنة ولكن هناك مقاومة من الأنسجة والخلايا بالجسم تعوق وظيفة الأنسولين ويطلق على هذه الحالة " مقاومة الأنسولين " . وفي كلتا الحالتين يكون الجلوكوز غير قادر على دخول الخلايا مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم بدلا من دخوله خلايا الجسم كالأوعية الدموية الدقيقة في شبكة العين وحويصلات الكلى ، وتلك التي تغذي الأعصاب.
1- ماهو البنكرياس ؟
هو غدة تقع في أعلى البطن خلف المعدة ، ويقوم البنكرياس بإفراز أنزيمات في الأمعاء الدقيقة مهمتها هضم وتكسير الطعام وتحويله إلى مواد بسيطة يسهل امتصاصها . كما يفرز البنكرياس هرمونين في الدم لمساعدة الجسم على استخدام السكر ( الجلوكوز ) بشكل طبيعي ، وهذين الهرمونين هما الكلوكاجون ( يعمل على تحويل الجلايكوجين في الكبد إلى سكر في الدم أي يعمل كممهد للأنسولين ) و الأنسولين ( هو الذي يجعل أكسدة السكر في خلايا الأنسجة ممكنا ).
2- ماهو الأنسولين ؟
هو عبارة عن هرمون يفرز عن طريق خلايا بيتا من البنكرياس ، ويتكون هرمون الأنسولين من سلسلتان من الأحماض الأرمينية مرتبطتان بروابط كيميائية ، وعمله هو التأثير على العناصر الثلاث الأساسية في الطعام وكذالك في الجسم وهي : السكريات الدهنيات ، البروتينات .
- السكريات : يساعد على دخول سكر الجلوكوز من الدم إلى الخلايا وكذالك على عمليات التمثيل الغذائي له في الخلايا التي تنتهي بإنتاج الطاقة التي يستخدمها الجسم في نشاطاته المختلفة
- البروتينات : يساعد على عمليات البناء في الجسم بمعنى استخدام الأحماض الأمينية الناتجة من هضم الطعام في بناء البروتينات في الخلايا .
- الدهنيات : يقلل الأنسولين من دهنيات الدم وذالك لتخزينها في أماكن تخزين الدهون تحت الجلد وحول الكليتين والأمعاء.
3- ماذا يحدث عند نقص الأنسولين ؟
في حال غياب الأنسولين أو إذا حدثت مشكلة في مستقبلات الأنسولين تراكم الجلوكوز في الدم وعجز عن دخول الخلية التي تحتاجه كوقود وازداد منسوبه على الطبيعي وظهر مرض السكر وما ينتج عنه من مضاعفات مرضية خطيرة . كما أن غياب الأنسولين يؤدي إلى تحلل الأحماض الأمينية وتحويلها إلى سكر الجلوكوز وهذا يزيد من نسبة السكر في الدم ، وغياب الأنسولين يؤدي أيضا إلى زيادة تحلل الدهون وزيادة نسبة الأحماض الدهنية الحرة في الدم وهذا قد يؤدي إلى حموضة الدم وزيادة الكيتونات وإمكانية حدوث الغيبوبة السكرية الكيتونية ، الأنسولين ينطلق من مخزونة بدقة متناهبة وبكمية مقننة على قدر الارتفاع في مستوى السكر بالدم ويكون الانطلاق بسرعة كافية وفي خلال دقائق معدودة ، ويتم إفراز الأنسولين بواقع وحدة واحدة كل ساعة في حالة الصيام ، ويزداد المعدل إلى 3 – 7 وحدات بعد تناول النشويات والسكريات.
4- ما مصير الأنسولين بعد أداء مهمته؟
بعد أداء هرمون الأنسولين لمهمته ، تقوم خلايا الكبد بتفتيت نصف كميته الموجودة في الدم ، حين تقوم الكلية بتفتيت الباقي وإفرازه في البول ، ويتم هذا العمل في دقائق محدودة . والحكمة من هذا التفتيت للأنسولين ، والتخلص منه ، هي تفادي تراكم الأنسولين ، وإلا أدى تراكمه إلى انخفاض السكر بشكل ملحوظ ، والدخول في غيبوبة نقص السكر.