لقد شكلت العلاقة بين الجسدي والنفسي أهم وأعقد الإشكالات التي شغلت الفلاسفة والأطباء في العصر اليوناني وكذلك في التراث النفسي العربي. وقد فطن القدماء إلى وحدة الجسم والنفس في الإنسان وإلى تاثيرهما ببعضهما تأثيرا بالغا فالأمراض الجسمية قد يكون لها ردود فعل نفسية عديدة كالشعور بالقلق،والاكتئاب وأحيانا القنوط واليأس وخاصة إذا كانت الأمراض الجسمية من الأمراض الخطيرة التي تهدد الحياة أو الأمراض المزمنة التي ستلازم الإنسان مدى حياته.كما أن للحالة النفسية تأثير واضح على الصحة والجسم وأن الحالة النفسية للمريض تلعبا دورا مهما في حالته المرضية، فإذا عانى المريض من القلق والتوتر والخوف تفاقمت حالته واستعصى شفائها،وإذا كانت معنويات المريض عالية ويشعر بالاطمئنان والرضا والاتزان النفسي أسهم ذلك في تحسين حالة جهاز المناعة لدى المريض. وعند الإصابة مثلا بمرض مزمن كالسكري،فإن المصاب به قد تسوء حالته النفسية،إلا أن الأفراد يختلفون في ردود أفعالهم، فمنهم من يتكيف مع المرض ونمط الحياة الجديدة ومنهم من ينكر المرض ولا يتعامل معه بجدية،الأمر الذي قد ينتج عنه بعض الاضطرابات النفسية إلى جانب مرض السكري.
إذا أعجبك الموضوع شاركه لتعم الفائدة⇩