واقع الصحة النفسية في العالم العربي |
وهذا ما نجده في الوطن العربي حاليا إذ نجد أهل المريض يترددون كثيرا قبل مراجعة الطبيب النفسي ، ويحيطون التشخيص بالتشكيك والارتياب ، كما أنهم يحاولون إخفاء أنباء المرض حتى عن المقربين ، ومحاولة إنهاء العلاج بأقصى سرعة ممكنة ، كما يحملون مشاعر هجومية نحو المريض ، إذ يفسرون كل الأعراض بالمس من الجن ، أو الإصابة بالسحر أو العين ، وذلك لأنهم يرون أن تلك الأمور الغيبية إنما حدثت بفعل فاعل قد تعدى عليهم ، فهم يعانون بسبب ذلك. أما الاعتراف بالمرض النفسي فمعناه عندهم الاعتراف بالنقص والقصور...
إذا حاولنا تعريف المرض النفسي فيمكننا القول بأنه المعاناة أو الإعاقة الناتجة عن اضطرابات نفسية ، والتي بدورها قد تنتج عن عدة عوامل منها الوراثية والبيولوجية والاجتماعية والبيئية. إلا أن الكثير من العرب الذين يعانون من أمراض نفسية لا يمكنهم الحصول على علاج. يعود ذلك إلى النقص في الموارد وغياب الوعي والنظرة السلبية إلى الأمراض النفسية ، وللأسف فإن قطاع الصحة النفسية في الدول العربية لا يرتقي إلى المستوى المطلوب. معظم الحكومات لم تولي القطاع أي اهتمام ولذلك نجد أن البيانات حول الصحة النفسية محدودة.