سلوك السرقة عند الأطفال ! لا يصح وصف الطفل باللص أو السارق |
السرقة سلوك شائع جدا عند الأطفال في سن الأربع والخمس سنوات ، والغالبية
العظمى من الأطفال سرقوا مرة أو مرتين على الأقل ، لكن لكي نستطيع أن نتحدث عن
السرقة لدى الأطفال لابد وأن يكون الطفل قد تكون لديه مفهوم الممنوع والمسموح به.
بتعبير أخر نتحدث عن السرقة عندما يكتسب الطفل مفهوم الفردية وعندما يتمكن من
التمييز بين ما يخصه (ما هو شخصي) وبين ما لا يخصه (ما يخص الأخرين) وكذلك عندما
يتمكن من التمييز بين الخير والشر ، وكل هذه الأمور مرتبطة بقانون الجماعة والعيش
مع الجماعة.
فسلوك السرقة يرتبط بمفهوم الملكية الخاصة ، فالطفل عندما يسرق في سن مبكرة
لا يفعل ذلك بدافع السرقة ولكنه يجهل معنى الملكية ، فهو يعتقد أن ما فعله ليس
أمرا مذموما أو غير مقبول مجتمعيا لأنه لم يصل إلى مستوى النمو العقلي والاجتماعي
والوجداني الذي يمكنه من التمييز بين ممتلكاته وبين ممتلكات الأخرين. والسرقة عند
الطفل الصغير ليست بالضرورة سلوكا يؤدي إلى الجنوح في سن المراهقة.
وتقتصر السرقة في الطفولة المبكرة على الوسط الأسري ، غالبا ما تكون
المسروقات شيء يؤكل ، ثم يتطور الأمر ليسرق الطفل أشياء أخرى من أشخاص يعرفهم من
خارج "الوسط الأسري" الوسط المدرسي مثلا.
الملاحظ أن مفهوم السرقة لا يتكون عند الطفل قبل سن السبع سنوات ، لهذا لا
يصح وصف الطفل باللص أو السارق ، ولا يمكن اعتباره اضطرابا إلا إذا تكرر هذا
السلوك وفي هذه الحالة يمكن البحث عن الأسباب التي قد يخفيها الطفل ، والتي
تدفعه إلى مثل هذا السلوك من قبيل الخوف ، رغبة اندفاعية عليه التحكم فيها ، فقدان
الثقة في الذات القلق والتوتر ، الرغبة في أن يكون مثل الأخرين أو الحاجة إلى
الحب والحنان والعطف.