هل المدرسة تؤثر في التنشئة الاجتماعية للطفل ؟ |
فالمدرسة تمرر
التوجيهات الفكرية والاجتماعية والوجدانية من خلال المناهج الدراسية والكتب التي
لا تنقل المعرفة فقط بل تقولب الطفل وتوجهه نحو المجتمع والوطن ، كما تقدم المدرسة
إضافة إلى هذا الجهد التعليمي في التنشئة ، بجهد أخر من خلال ممارسة السلطة
والنظام وأنماط العلاقات في الصف ومع الجهاز التعليمي والرفاق أي أنها تحدد
النماذج المرغوبة للسلوك من خلال صورة التلميذ المثالي أو المشاغب والناجح أو الفاشل ، وهكذا فالملاحظ أن عمليات التربية بين حدران المدرسة تساهم إسهاما مؤثرا في
عملية التنشئة الاجتماعية فهي عبارة عن مجتمع صغير يعيش فيه التلاميذ حيث يوفقون
فيه ما بين أنفسهم كأفراد وبين المجتمع الذي يعيشون فيه ، وهم في هذا المجتمع
الصغير يتدربون على العمل الجمعي ، وتحمل المسؤولية والمشاركة وإطاعة القانون
وإدراك معنى الحق والواجب ، والتعامل في المدرسة أساسه أن الطفل يأخذ بمقدار ما
يعطي على عكس المعاملة الأسرية التي تتسم بالتسامح والتساهل والتضحية ، لذا
فالمدرسة تمثل مرحلة هامة من مراحل الفطام النفسي للطفل فهي تتعهد القالب الذي
صاغه المنزل بالتهذيب والتعديل عن طريق أنماط سلوكية جديدة.
ومن أهم العوامل
المدرسية التي تؤثر في التنشئة الاجتماعية للطفل شخصية المدرس فهو مصدر السلطة
التي يجب طاعتها والمثل الأعلى الذي يتمثل به الطفل ومصدر المعرفة ، لذا لابد أن
يكون المدرس متسلحا بالتكوين المعرفي ، والفضائل الأخلاقية ، والاجتماعية لأن
المدرس له تأثير كبير في بناء الطفل اجتماعيا ونفسيا ، ولكي تنجح المدرسة كمؤسسة
تعليمية في تحقيق وظيفتها الاجتماعية والتربوية لا بد أن ترتكز العملية التعليمية
على مجموعة من الأسس يمكن الإشارة إليها :
-
الأهداف التعليمية.
-
احتياجات المتعلم.
-
المعلم.
-
الامكانيات المادية.