الدماغ البشري يوجد ضمن الجمجمة، وهو العضو الذي يتحكم
في الجهاز العصبي المركزي للإنسان، عن طريق الأعصاب القحفية والنخاع الشوكي، وأخيرًا
الجهاز العصبي المحيطي، وبهذا يكون عمليًا المنظم لجميع فعاليات الإنسان تقريبًا. لكن هل يمكنك الاحتفاظ بنسخة احتياطية من دماغك لاستخدامها في حالة تعرضك للجنون ؟ ما الذي يمكن أن يحدث للدماغ في هذه الحالة؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذه التدوينة ، نحن نقوم بعمل نسخ احتياطية من بياناتنا المهمة المخزنة على أجهزة الكمبيوتر لاستخدامها في حالة حدوث انقطاع مفاجئ في التيار الكهربائي، لذا لمَ لا تحفظ شخصيتك على قرص مرن أو على صفحة للويب، لاستعادتها في حالة وقوع حادث أو إصابتك بالمرض؟
في حين تبدوا الفكرة بسيطة، فمازلنا بعيدين تقنيا عن تحقيقها، فلابد من أن هذا "القرص" ضخما، إذ تتراوح تقديرات سعة الدماغ البشري بين بضع مئات الميجابيتات في الثانية، إلى سعة لا نهائية تماما.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن قياس الحالة الكهروكيميائية لأي من خلايانا العصبية البالغ عددها تقريبا 100 بليون لا يمكن أن يتم في الوقت الحاضر سوى بوسائل تدخلية مميتة في الغالب، فالتصوير بالرنين المغناطيسي -على سبيل المثال- لا يمكنه تمييز التفاصيل لأكثر من 1 ملم تقريبا، وهي دقة كافية لاكتشاف أنماط النشاط، ولكن ليس بما يكفي لتسجيل التفاصيل المطلوبة.
قد يتمثل الحل في النانوتكنولوجيا "وتُعرف تقنية النانو تكنولوجي على أنها علم يهتم بدراسة
عملية معالجة المواد بالاستعمال الجزيئي والذري، وتقاس هذه التقنية بالنانوميتر، والذي
يعتبر جزءاً من أجزاء المليون المتواجدة في الملليتمتر، ويجدر بالذكر أن هذه التقنية
تستخدم في العديد من المجالات، ومنها: الزراعية، والبيئة، والصناعية، والعسكرية، والتي
لعبت دوراً كبيراً في إحداث الثورة التكنولوجية" حيث تعمل هذه التقنية على مقياس أصغر بكثير، لكنها لا تزال بعد في مهدها، لذلك فإن استخدامها الفعلي على الدماغ البشري لا يزال حلما بعيد المنال في الوقت الحالي.
وبالإضافة لذلك، فإن المخ البشري قد يتعرض للأذى إذا تم عزله. وتظهر تجارب الحرمان الحسي أن الدماغ يصنع هلاوس ليحافظ على نفسه في حالة انتباه، لذلك فقد تجد نفسك غارقا في دائرة شيطانية من الخيالات طالما وجد دماغك على هذا القرص!!!