ما السبب الذي يقود الناس إلى الإدمان! |
بعض الأشخاص معرضون لخطر تعاطي المخدرات ولتطوير اضطرابات الإدمان. قد ينشأ ضعفهم من مجموعة متنوعة من العوامل ، بما في ذلك هباتهم الوراثية وخلفيتهم العائلية والعوامل النفسية والمعايير الاجتماعية. وعموما ، فإن هذه العوامل تجعل الشخص يقيّم تعاطي المخدرات بدرجة عالية ، على الرغم من أن القرار قد يكون ضد مصالحه على المدى الطويل. وفي هذه التدوينة سنحاول أن نعطي مثالا على الخمر من خلال الإجابة على هذه الأسئلة : هل فعلا شرب الخمر يعتبر إدمان؟ وما الذي يجعل الناس يشربون الخمر ويفرطون؟
يقولون... وما أكثر ما قالوا أن المسكر يخفف الكرب ويزيل الشجون. وهذا هو السبب، نعم إنه السبب الأساسي، فالناس يشربون الخمر لأن في قلوبهم خوفا، ولأن في طاقتهم عجزا فاضحا عن معالجة مشاكلهم ، فيهربون من المسؤوليات ويعبون الخمر، ولكنهم يكونون كالمستجير من الرمضاء بالنار!
وكثيرا منهم يكره الخمر ، ولكنه يشربها، ويقولون أنه لا يتسنى لهم الاستغناء عنها أو نبذها.
هم يعرفون أثرها السيئة بعد ساعات من شربها، ولكنهم يشربونها، وكـأنها عصا يتوكؤون عليها ، ولكنها دائما تنكسر.
هؤلاء ليسوا مدمنين ، مهما أكثروا منها ، فالمدمن يعرف بوسائل طبية، متى ضغط السائل الشوكي على الدماغ ، وأسفر تغييرات كيميائية.
وتسمية كثير الشرب بالمدمن خطأ ، كتسمية كثير السعال بالمسلول!
فالإدمان مرض ، وما برح الناس رغم التقدم والرقي واكتشاف الحقول الفسيحة من حقول الأمراض والعلاج، يعتقدون أن المدمن منحط سافل، فاقد الشعور بالعزة والكرامة. بل هناك من الأطباء من يجاورون الناس في شعورهم الجائر هذا.
المدمن مريض يستأهل الشفقة والرحمة..إنه مرض يصيب الكيمياء الدماغية وهو لسهولة التشخيص قابل للشفاء.
وهو يصيب قشرة الدماغ ، وهذا تهيج ناجم عن تكاثر السائل الدماغي. فما السبب الذي يقلب الإنسان إلى مدمن أحيانا؟ هناك من يشرب الخمر ، فلما لا يصاب بالإدمان ؟
الإنسان يشرب ويستمر في الشرب ولا يكون مدمنا. ولكنه يتحول إلى مدمن متى أثرت الخمرة في توازنه، وتمادت في تأثيرها كلما حسها. عند ذلك تبدأ شخصيته في التحول، فيرتاح إلى التفوه ببذيء الكلام، وينطق بالألفاظ الفاحشة، ويصبح غيورا يعتدي على الغير..كل شخصيته تنقلب من الصالح إلى الطالح.
قد يشري الإنسان الخمرة ويستمر في شربها سنين متوالية، ولا تؤثر فيه إلا في النهاية، وقد يشرب سواه الخمر فتؤثر فيه على الفور.
ومتى تحولت الشخصية ، أو متى أصابها الفصام ، يحق لنا أن نقول أن صاحبها دخل مرحلة الإدمان.