ads by google
إن علم النفس الصناعي و التنظيمي فرع من فروع علم النفس التطبيقي الذي يهدف إلى رفع الكفاية الإنتاجية للعاملين، وذلك عن طريق حل المشكلات التي تحدث في المجال الصناعي حلاً علمياً موضوعياً إنسانياً، كما يحرص على كرامة وتقدير واحترام العاملين مما يحقق لهم الراحة النفسية والصحية و التي تساهم في زيادة الإنتاج كماً ونوعاً. وقد كان اهتمام معظم رجال الصناعة في الماضي متجهاً في الأغلب نحو تحسين المعدات والآلات لزيادة كمية الإنتاج ولتحقيق أكبر قسط من الأرباح، ولم يلق العاملون من الرعاية والاهتمام والعناية من رجال الصناعة مثل ما كانت تلقاه الآلات. فإذا مرض العامل أو أجهده التعب، أو عجز عن العمل بسبب بعض الإصابات، أو قلت كفيته الإنتاجية لأي سبب آخر أسرع رجال الصناعة إستبداله بغيره حتى تستمر الآلات في عملها دون تعطيل، أما في العصر الحديث فكان الاهتمام منصباً على العنصر الأساسي وتوفير الجو المناسب له في محيط العمل حتى يستطيع تحقيق الكفاية الإنتاجية المرتفعة. كما أن الصناعة وتطورها لا تعتمد فقط على الآلات ورأس المال وطرائق الإنتاج فهي تعتمد في المقام الأول على العنصر الإنساني الذي هو أهم عنصر في أي مشروع صناعي لأنه الذي يقع على كاهله تشغيل الآلات وصيانتها وإصلاحها وتطورها وهو المسؤول الأول عن الإنتاج وزيادته وتحسينه كماً ونوعاً. ولذلك، تعتبر الشخصية الإنسانية الدعامة الأولى للإنتاج الصناعي أحسنا اختيارها ووضعها في العمل المناسب لها جسمياً ونفسياً وعقلياً. ويسعى علم النفس الصناعي إلى تهيئة جميع الظروف المادية والنفسية والاجتماعية التي تكفل إنتاج أكبر مقدار من أجود نوع وفي أقصر وقت وبأقل مجهود، وبأكثر قدرٍ من الرضا المهني للعاملين