recent
أخبار ساخنة

الذاكرة حسب تصور علم النفس

الصفحة الرئيسية
الذاكرة حسب تصور علم النفس
الذاكرة حسب تصور علم النفس
في البداية ينبغي الإشارة إلى أن  موضوع الذاكرة يطرح بعدين أساسين، هما في الواقع متداخلين، البعد البنيوي والبعد الوظيفي، وقد حظيت الدراسات المركزة على الذاكرة بأولوية واهتمام كبيرين، وذلك للدور الكبير الذي تلعبه في حياة كل فرد، فهي التي تمنحنا خصوصيتنا الفردية، وتضمن هوية الشخص كما قال "جول لاشوليي" حيث وضح أن ما يضمن وحدة الشخص وهويته هو دوام نفس الطبع أو المزاج وترابط الذكريات، كما أنها تحدد وجودنا الاجتماعي، وبالتالي فلا يمكن الاستغناء عن الذاكرة باعتبارها أساسية لكل نشاط إنساني.

 تعريف الذاكرة

جرد "ويلسون" WILSON التعاريف النموذجية التي يمكن مصادفتها في القواميس، ووجدها تتضمن كلها العناصر التالية: 

- الذاكرة هي القدرة التي نتمكن بواسطتها من تذكر الأشياء أو الاحتفاظ بها في الذهن.
- الذاكرة هي استرجاع المعارف من خلال مجهود ذهني.
- الذاكرة هي فعل التذكر.
- الذاكرة مخزن للمعارف (كما هو الشأن في الحواسيب).
تشترك العناصر الأولى في كونها تعتبر الذاكرة آلية للاشتغال، في حين يعتبرها التعريف الرابع مخزنا للمعارف. ويمثل هذان التوجهان نموذجين هامين من نماذج تاريخ دراسة الذاكرة، إذ يتمحوران بالأساس إما على دراسة محتوى الذاكرة (بنيتها)، أو على آليات اشتغالها (وظيفتها).


وظيفة الذاكرة

تم اقتراح عدة نماذج لتوضيح كيفية اشتغال الذاكرة الإنسانية، بحيث وصف Tiberghien النوذج التالي:
الذاكرة حسب تصور علم النفس

يشكل الترميز اللحظة الأولى في اشتغال الذاكرة، والذي يعمل على تحويل المعلومات الحسية - الواردة من المحيط الخارجي والمستقبلة بواسطة الحواس - إلى تمثلات ذهنية، أثارت هذه العملية المعقدة سجلا كبيرا بين الباحثين حول الكيفية التي يتم بها الترميز، فهناك من اعتبره صوتيا، في حين اقترح البعض أنه بصري، أما آخرون تبنوا تفسيرا متعدد الشفرة، يمر من التحليل البسيط للخصائص المادية نحو مستوى عميق ومركب.
كما أن التخزين مهمة أساسية للذاكرة، يسمح بتثبيت المعلومة فيها، وتجدر الإشارة إلى أن ليس كل ما تم ترميزه في المرحلة السابقة يخزن في الذاكرة، فلا يحتفظ الإنسان إلا ب 1% من المعلومات التي يتلقها خلال حياته. ولكن العلماء لا زالوا لم يتوصلوا إلى تحديد قواعد هذا التنظيم بشكل واضح.
أما الاسترجاع فهو القدرة على النفاذ إلى الذاكرة بعيدة الأمد في الوقت الملائم، واستحضار المعلومة المطلوبة أو المرغوب فيها، وتوفيرها لذاكرة العمل التي سوف توظفها لحل مشكل معين.
نستخلص مما سبق نتيجة مهمة، نوجزها في أن الذاكرة هي قدرة جهاز المعالجة الطبيعية أو الاصطناعية على ترميز المعلومات المستقاة من المحيط، وتخزينها بشكل ملائم في أحياز معينة، ثم استرجاعها واستعمالها في نشاطات وعمليات لاحقة.
google-playkhamsatmostaqltradent