عندما تنتشر الرداءة على الشبكات الاجتماعية ومواقع الانترنت، يُسارع "الجميع" إلى البحث عنها ومشاهدتها، ثم مشاركتها مع الآخرين لإخبارهم بها، إما على سبيل الضحك أو انتقادها، وفي جميع الأحوال المُساهمة في نشرها، وبعد أن تُصبح "حامضة" نعود جميعاً لاتهام الصحافة بترويج التفاهات!
الصحافي -خاصة المُشتغل في الصحافة الرقمية- هو الحلقة الأضعف من كل هذا، أولاً لأنه ليس مسؤولاً عمّا يُشاهده الجمهور، وثانياً فهو مُطالب في كثير من الأحيان بالعمل ضد قناعاته استجابة لمُتطلّبات رئيس التحرير الذي بدوره مُطالب بتحقيق أعلی نسبة من المشاهدات والزيارات للموقع، من أجل جلب الإشهار لصاحب الموقع، لدفع رواتب المشتغلين من صحافيين وتقنيين وغيرهم. وهناك أصحاب مواقع يفرضون على الصحافيين نسيان كل ما تعلموه أو يؤمنون به والبحث عن البوز ثم البوز!
في المغرب 32% من الأميين أي حوالي 10 ملايين شخص (حسب إحصاء المندوبية السامية للتخطيط 2014)، ولدينا، حسب إحصائيات يناير 2019، أزيد من 43 مليون هاتف أي بنسبة 120% مقارنة بمجموع السكان، 22.57 مليون شخص يلجون الأنترنت أي 62% من المغاربة، و17مليون يستخدمون الشبكات الاجتماعية، أي 47% من مجموع السكان. (للاطلاع على تقرير كامل أنقر هنا )
المقال لم ينتهي هنا لمعرفة المزيد من المعلومات المرجوا الضغط على زر التالي في الأسفل
<><>
إذن لديك حوالي 10 ملايين أمي (دون الحديث عن الأمية الرقمية)، وأغلبهم لديه هاتف ذكي وإمكانية الولوج إلى الانترنت وحساب أو أكثر على الشبكات الاجتماعية، فهل تنتظر مثلاً أن يبحث عن مُناظرة تشومسكي وميشيل فوكو؟! طبعاً سيبحث أو ستبحث عن مشاهدة قضايا اجتماعية مُضحكة وفيها نوع من الغرائبية أوالتشويق، وصالحة لتكون موضوع نقاش مع أي كان وفي أي مكان.
لذلك، فإن الصحافي يذهب حسب رغبات الجمهور ورغبات مدير الشركة الإعلامية التي يشتغل فيها، وهذه الرغبات لا يمكن أن يُحققها الصحافي إلا بالبحث عن الـبوز، ثم البوز المُضاد إذا كان سيُحقق زيارات للموقع وإشباعاً لفضول الجمهور حتى لا يشعر بالملل على الانترنت!
إليك عزيزي هذه المعلومة:
الـ buzz كلمة باللغة الإنجليزية تعني طنين النحّل، وقد استُعملت لوصف الأخبار والمواضيع التي تنتشر بسرعة وعلى نطاق واسع، لأن انتشار الأخبار وحتى الشائعات على الانترنت يتم بسرعة تحرّك النحل وتُحدث ضجيجاً مثلما يُحدثه النحل.
بقلم : محمد بابا حيدة