يواصل تطبيق "تيك توك" الصيني تحطيم الأرقام القياسية في سرعة الانتشار حول العالم، وبات يشكل منافساً حقيقياً لإمبراطور الشبكات الاجتماعية فيسبوك.
حسب إحصائيات موقع statista المتخصص في تحليل البيانات، فإن تيك توك كان أكثر تطبيق حقق أعلى نسبة تحميل على أجهزة أندرويد سنة 2018، بتطور نسبته 386%، في مقابل تراجع نسبة تحميل تطبيقات: واتساب، ميسنجر، انستغرام وفيسبوك. وفي فرنسا مثلاً 42.4% من تلاميذ السنة الأولى ثانوي يستخدمون تيك توك، سنة 2019. (انظر التعليق1)
تيك توك استهدف فئة لا تجد نفسها في مجتمع فيسبوك، الذي بات في نظر الأجيال الصغيرة (الأطفال والمراهقين ..) بمثابة تجمّع للكبار المُفرِطين في الجدية والمراقبة والسلبية ، بينما هم يريدون فضاءً للمرح والتعبير بدون رقابة، كما أن انستغرام احتّله المشاهير، وبالتالي لن يجد الصغار من يهتم بما ينشرونه هناك... فجاء تيك توك الذي استهدف الفئة العمرية ما بين 13 و18 سنة.
مبدأ هذا التطبيق سهل جداً: قف أمام الكاميرا وارقص لبضع ثواني.. أنشر. ستحصل بسهولة على مئات أو آلاف الإعجابات ومشاهدات من جميع أنحاء العالم.. ما يعني الإحساس بالشهرة وتغذية الشعور بالتقدير، وبالتالي الارتباط وجدانيا بالتطبيق.
في المغرب مثلا يواصل "تيك توك" انتشاره بشكل سريع جدّاً. وظهرت فئات جديدة من المغاربة لم تكن موجودة على الشبكات الاجتماعية، أو كان وجودها صامتًاً وخجولاً، فوجدت في هذا التطبيق الجديد مُتنفسّها للتعبير والظهور. وبذلك ظهرت "ظواهر" جديدة في تعاطي جزء من المغاربة مع الشبكات الاجتماعية.
على تيك توك تجد الأب يرقص مع ابنته المراهقة، وتجد الزوجان يرقصان بشكل مضحك، والأم ترقص وتمثل مع ابنها أو ابنتها، وفتيات لا ظهور لهن سوى على تيك توك... وكل الأمثلة السابقة لا يمكن أن تجدها على يوتيوب، تويتر، فيسبوك أو انستغرام، بمعنى أن هناك جيل جديد من المُستخدمين كسر الحواجز التي كانت تفرضها عليها الشبكات الاجتماعية الكلاسيكية، التي باتت، في معظمها لا تقبل المرح، بل أكثر من ذلك أصبج مستخدموها يضايقون الجيل الجديد بتعليقاتهم.
على سبيل التذكير، فإن تطبيق تيك توك، كانت الغاية منه في أول الأمر سنة 2014 أن يكون تطبيقاً لنشر الفيديوهات التعليمية عبر العالم، ففشلت التجربة، ولإنقاذ الموقف اهتدى أصحابه إلى فكرة: "ما لا يأتي بالتعليم.. يأتي بالمرح والرقص"!
... يُتبع
بشعور الكاتب والصحفي: محمد بابا حيدة