إن اللعب من وجهة نظر نفسية يعتبر كحركة تصدر صدورا عفويا عن الطفل ، دون تفكير أو إرادة ، وبها يبدأ المرحلة الأولى من تربيته ، ومن الناحية التربوية فيرمي اللعب إلى مناقشة وإظهار الدور الذي يجب أن تلعبه هذه الحركة العفوية الطبيعية في التدريس.
وبمجرد ما يتمكن
الطفل ، في مطلع السنة الثانية من عمره ، من السيرة ، يندفع في اللهو والعبث بأشياء
البيت ، فيكتشفها ويتأملها واحد بعد الآخر. ثم ينتقل إلى الحديقة ، فيتعرف إلى
حصاها وأزهارها وأشجارها وحشراتها. وبعدها ، ينصرف لمطاردة حيوانات الدار وملاطفتها...
لا شك أن هذه
الحقبة التي يقضيها الطفل بالعبث واللعب بأشياء وحيوانات بيئته المنزلية تشكل
المرحلة الأولى من تعرفه على العالم الذي يحيط به. وإذا كانت المعلومات التي
يكتسبها ، في هذه المدة ، لا تطابق الواقع تماما ، إذ هي خليط بين الوهمي والمحسوس
( يعتبر المكنسة حصانا ، الكرسي سيارة...) ، فإن حب استطلاعه ينموا وحواسه تتمرن ،
وهذا ما يمهد السبيل لتربية صحيحة.