recent
أخبار ساخنة

العوامل المسببة للتأخر الدراسي

العوامل المسببة للتأخر الدراسي

 إن العوامل المسببة للتأخر الدراسي  متعددة ومتداخلة في كثير من الأحيان، وذلك لأن سبب التأخر قد يكون مساعداً لوجود وظهور سبب آخر، وقد يكون السبب مرتبطاً بأكثر من سبب من هذه الأسباب، ومنها ما يظهر مبكراً في حياة المتعلم، ومنها ما يتأخر ظهوره، ومنها ما يبرز بطريقة مباشرة. وفيما يلي نعرض أهم هذه العوامل

عوامل عقلية مسببة للتأخر الدراسي 

  يعد الذكاء من أهم العوامل المؤثرة في التحصيل، فقد أوضحت الدراسات وجود علاقة بين ضعف الذكاء والتأخر العام. ومن الدراسات المشهورة على 700 متأخر من الذكور والإناث، وجد "بيرت" أن معامل الإرتباط بين الذكاء والمواد الدراسية المختلفة، فقد وجد أن أعلى المواد الدراسية ارتباطا بالذكاء هي مادة الإنشاء ثم الحساب وأقلها ارتباطا هي الخط ثم الرسم.
وما أكدته دراسة "برادة" و"زهران" (1974)، حيث وجد أن 78 من المتأخرين دراسيا ينتمون إلى مستويات الذكاء دون المتوسط، فانخفاض الذكاء يعد من العوامل المعجلة لظهور التأخر الدراسي. كما يرتبط بانخفاض نسبة الذكاء ضعف القدرة على التركيز، والشرود الذهني، والعجز عن التذكر، ونقص القدرة اللغوية والعددية، وصعوبة التفكير المجرد، وضعف القدرة على حل المشكلات، ونقص الميل العلمي.

عوامل جسمية مسببة للتأخر الدراسي 


من العوامل الجسمية نجد الأمراض المختلفة التي تؤدي إلى نقص عام في الحيوية فتقلل من قدرة الشخص على بذل أقصى جهد مثل الأنيميا ونزلات البرد والصداع المتكرر والطفيليات مثل الأنكلوستوما، والأمراض المزمنة كالصرع والأمراض التي تصيب القلب، مثل الالتهاب الحاد باللوزتين، الحصبة، الالتهاب الرئوي، أو كسر في إحدى الذراعين. كل هذا يعيق التلميذ على فهم موضوعات تكون لها علاقة بما يتلوها من موضوعات أخرى وذلك لتغيبه عن الدراسة أثناء إصابته بالمرض وقد تشعر العاهات الجسمية الفرد بالنقص فيعتقد أنه موضع تفحص الآخرين وتقييمهم، وهذا يسبب له مضايقات متعددة تحول بينه وبين التركيز على الدراسة . فضلا عن ذلك يلاحظ عند المتأخرين دراسيا ضعف في حاسة أو أكثر، وكذلك عيوب في النطق والبطء في الكلام، وهذا ما أكدته دراسة "برادة" و"زهران" (1974)، فقد وجد أن 7 % من أفراد عينة المتخلفين دراسيا يعانون من عيوب السمع، وأن 6 يعانون من عيوب في النطق والكلام أهمها اللثغة واللجلجة، والبطء الواضح في الكلام.

عوامل نفسية مسببة للتأخر الدراسي 


   إن التلاميذ المصابون بالخمول، والانطواء، والإحباط، وفقدان الثقة بالنفس، بالإضافة إلى سوء تكيفهم، هم منسحبون لا يمتلكون عنصر المبادرة، كذلك عدم النضج الانفعالي. إذ تظهر عندهم ثورات انفعالية حادة، ويعانون من الأحلام المخيفة. كما تتميز اتجاهاتهم نحو ذواتهم ونحو المدرسة ونحو المجتمع بالسلبية وذلك بسبب شعورهم بالفشل، وعدم التقبل من المدرسة ومن المنزل مما ينعكس على عدم تقبلهم لذواتهم وللآخرين، وهذا من شأنه أن يؤثر في إنجازهم الدراسي ويقلل من دافعيتهم نحو الدراسة .
وقد قام أحد الباحثين بدراسة على (31) طفلا تم اختيارهم من المدارس على أساس ارتفاع مستوى ذكائهم مع تأخرهم الدراسي، وتبين أن التلاميذ جميعا يعانون الشعور بالنقص، وبعضهم لم يكن يعرف أنه يتمتع بقدرات ذهنية ممتازة، وبعد علاج هؤلاء الأطفال، استطاع (28) منهم أن يقوموا بإنهاء مرحلتين دراسيتين في فترة واحدة، واستطاعوا أخيرا أن يرتفعوا بتحصيلهم بما يتناسب مع مستوى ذكائهم.

عوامل مدرسية مسببة للتأخر الدراسي


  نجد أن عدم كفاية التدريس وخاصة في المراحل التعليمية الأولى يؤدي إلى عدم إتقان الطالب للمهارات الأساسية في المادة، فكم من طالب تخلف في الرياضيات وأصبح كارها لها نتيجة لسوء تدريس المعلم، وكم من طالب كان تحصيله في مادة الفيزياء منخفضا بتأثير من ضعف الوسائل التي يستخدمها المدرس وقد يلجأ بعض المعلمين لاستخدام العقاب البدني مما يتسبب في نفور التلاميذ من المعلم والمدرسة وخوفهم مما يجعلهم يتأخرون عن المدرسة أو يهربون منها، وهذا بدوره يؤدي إلى نتائج عكسية تماماً، إذ يعد المعلم هو المتغير الأكثر تأثيراً في تحصيل التلاميذ واتجاهاتهم نحو العمل المدرسي، إذ أشار "أبو حطب" (1974) أنه حين يتوحد (يتقمص) التلميذ مع معلمه بدرجة عالية يكون أكثر استعدادا لتمثل قيمة، كما يصبح أكثر واقعية للتعلم. وبالتالي الحصول على مستوى أعلى من التحصيل الأكاديمي .وأن المنهج المدرسي الذي يهتم بميول ورغبات الأطفال ويشبع حاجاتهم يسهم في تقدمهم وبعكس ذلك يتسبب في تدني التحصيل والتأخر الدراسي ومن العوامل المدرسية التي تساهم في القضاء على التأخر الدراسي قلة عدد الطلبة من الصفوف والتهوية والإضاءة، وتجانس الطلبة والمعلم المنتمي لمهنة المحب لها والمثقف الذي يمتلك الأساليب المتنوعة المطلع على ما هو جديد، والإدارة الناجحة المتعاونة.

عوامل أسرية واجتماعية واقتصادية مسببة للتأخر الدراسي

   وأولى العوامل تلك المتعلقة بالمنزل، فالجو المنزلي المضطرب، الذي تكثر فيه المشاكل بين الأبوين، ويسوده عدم التوافق الأسري فمثل هذا المنزل ينتج في غالب الأحيان الأطفال العاجزين عن التحصيل الدراسي بطريقة كامنة وصحيحة، نتيجة الانطوائية واليأس الذين تسببهما المشاحنات عند الأطفال. والثابت أن هذه الأجواء المضطربة في الأسرة كالسبب الأساسي في نشوء الكثير من المشكلات للأبناء. من جهة أخرى فإن طموح الآباء الزائد وضغطهم الشديد على أبنائهم من أجل التحصيل العالي يتسبب في رد فعل معاكس فيتأخرون دراسيا وخاصة إذا لم تكن قدراتهم كافية لتحقيق طموحات هؤلاء الأهل الغيرين على تقدم أبنائهم. وكذلك من عوامل التأخر نجد الحرمان الثقافي والاقتصادي للتلاميذ، إذ أن المحرومون ثقافيا، هم أفراد يعيشون في مستوى اجتماعي وثقافي منخفض يعانون من فقر في الخبرات والتجارب التي تزيد من معارفهم. كما أن الحرمان الاقتصادي ممثلا في الفقر، له ارتباط بالتأخر نظرا لما يتبعه من نقص في التغذية، وخروج الطالب للعمل خارج البيت لسد احتياجاته، كما أن الفقر يعكس ضعف الإمكانيات داخل المنزل من تلفزيون وكتب ومجلات وشروط الصحة الجيدة، كذلك يلعب بصورة غير مباشرة في التأخر الدراسي. وفي دراسة أجراها "بيرت" تبين أن نصف المتخلفين في منطقة لندن ينتمون إلى أسرة فقيرة جدا، ولا ينتمي منهم إلى أسر ميسورة سوى 10 %.
المصدر: د/ ربيحة عمور.
google-playkhamsatmostaqltradent