التأخر الدراسي والفشل الدراسي
ارتبط مفهوم التأخرالدراسي بأذهان المربين والأولياء بالمفاهيم الخاطئة كالغباء والتخلف العقلي. وهذا
الحكم
بطبيعة الحال حكم عشوائي متسرع. إذ تعرض مصطلح المتأخرين دراسياً في الأوساط
التربوية الناطقة باللغة الإنجليزية إلى كثير من سوء الاستعمال، حيث استخدمه التربويون
لوصف طائفة من ضعاف العقول، أو مجموعة التربية الخاصة، أو جماعة العاديين الأغبياء،
أو الأطفال المتخلفين، أو مجموعة الحد الفاصل بين العاديين وضعاف العقول، أو
المعوّقين أكاديمياً أو تربوياً وغير ذلك. ومازال
الخلط قائما في التراث السيكولوجي التربوي حيث لا يوجد تعريف موحد لتلك الفئة من المتأخرين،
ومازال يكتنف استخدامها الكثير من اللبس والغموض لتعدد المحكات المستخدمة لتحديد
المقصود بالمصطلح فيربط البعض بين التأخر والذكاء على حين يقصره البعض الآخر على
القدرة التحصيلية ويدمج فريق ثالث بين الاثنين.
وقد تعددت وتنوعت آراء ومدلولات مفهوم الفشل الدراسي والذي يقابله مدلوله
باللغة الإنجليزية (School failure)، وباللغة
الفرنسية (L’échec scolaire).
ويعرّف الفشل الدراسي بأنه" العملية التي عن طريقها يتوقف الطفل عن
الاستجابة لمتطلبات المدرسة التعليمية منها والأخلاقية، بحيث يعاقبه النظام
المدرسي فيما بعد، إما بأن يرسب في الامتحانات أو أن يعيد السنة الدراسية".
والفرق بين المصطلحين هو أن الفشل الدراسي انقطاع عن الدراسة نهائياً، وهو
نتيجة حتمية للتأخر الدراسي العام، والعلاقة بينهما علاقة سببية حيث أن التلميذ،
بعد تأخره عن أقرانه وعدم تداركه لما فاته، يعيد السنة الدراسية مرة أو أكثر،
فيطرد من المدرسة بعدما يفشل في مسايرة المنهج الدراسي.