في بداية القرن كان متوسط بقاء مرضى السكر على قيد الحياة في حدود سنتين فقط من بداية تشخيصهم بالنوع الأول من السكر وقد أدى تطوير هرمون الأنسولين واستخدامه كدواء ناجح إلى إحداث ثورة عظيمة في علاج المرضى المصابين بالسكر وتحويله من مرض يؤدي إلى الوفاة بسرعة إلى مرض مزمن. ومع امتداد عمر المصابين بداء السكري الذين يستخدمون الأنسولين أخدت مضاعفات السكر طويلة الأمد بالظهور عليهم ,والتي تشمل فشل الكلى ,واعتدال الأعصاب ,وشبكة العين ,ومضاعفات الأخرى على الشرايين الصغيرة والكبير .وهذه المضاعفات تحدث بعد 10-20سنة من بدء الإصابة بداء السكري ,وكثيرا من المرضى المصابين بالنوع الأول من السكر يتم التحكم بمستوى السكر لديهم عن طريق الرياضة والتغذية وإعطاء حقن الأنسولين ,ولكن بعض المرضى يجدون صعوبة في ضبط مستوى السكر لديهم باستخدام تلك الطرق وينتج عن ذلك مضاعفات خطيرة على المدى القصير والبعيد .وقد تكون زراعة البنكرياس البديل الناجح للمرضى المصابين بالنوع الأول الذي سوف نتعرف عليه في الفقرات القادمة "التالي" والمتقدمون من السكر الذين لا يستجيبون بصورة جيدة للعلاج الأنسولين والذين تظهر عليهم مضاعفات خطيرة بسبب المرض.وتهدف زراعة البنكرياس إلى تحسين النوع الأول من مرض السكر وعدم الاعتماد على الأنسولين .
وفي هذا الموضوع سنتعرف على 1- تاريخ زراعة البنكرياس. 2- ما المقصود بزراعة البنكرياس. 3- المرضى المؤهلين لزراعة البنكرياس. 4- غدة البنكرياس. 5- أنواع زراعة البنكرياس. 6- توقعات البنكرياس الجديد. 7- مضاعفات عملية زراعة البنكرياس. 8- زراعة خلايا بيتا من البنكرياس.
1- تاريخ زراعة البنكرياس:
وقد تمت زراعة أول بنكرياس في العالم عام 1922 بواسطة الدكتور ريتشارد ليليهي (Richard Lilleheu) من جامعة مينيسوتا (Uinnesota) في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تمت زراعة بنكرياس مع الكلى في نفس الوقت بنجاح، ثم تلى ذلك زراعة البنكرياس مع الكلى والاثنى عشر لمريضة تبلغ من العمر 28 سنة وبالرغم من انخفاض مستوى السكر في دمها مباشرة بعد عملية الزراعة، إلا أنها توفيت بعد ثلاثة أشهر بسبب مشاكل في الرئة، وفي عام 1979م ثم زراعة أول جزء من البنكرياس من الأشخاص المتطوعين الأحياء. وقد كانت تلك العمليات تعتبر في مرحلة التجارب حتى العام 1990م ، وفي الوقت الحاضر فإن زراعة البنكرياس تعتبر مقبولة علاجياً، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يوجد حاليا ما يقرب من 100 مركز طبي لزراعة البنكرياس يتم بها ما يقارب من 1400 حالة زراعة البنكرياس سنويا ويعتبر هذا العدد محدوداً جداً بسبب قلة الأعضاء التي يتم التبرع بها من قبل الأشخاص المتوفين لغرض الزراعة.
2- ما المقصود بزراعة البنكرياس؟
هي عبارة عن عملية زراعة بنكرياس Transplantation pancrétique ، سليم قادر على إنتاج الأنسولين في الشخص المصاب بالسكر، ويتم الحصول على كامل البنكرياس من الشخص المتوفى حديثاً أو عن طريق التبرع بجزء منه من أحد الأقارب الأحياء. ويمكن للإنسان التبرع بنصف البنكرياس وفي نفس الوقت يعيش حياة طبيعية والأشخاص الذين تتم لهم الزراعة يكونون مصابون بالنوع الأول من السكر، وبشكل عام يكون عمرهم في حدود 55 سنة أو أقل وأن 90% من حالات زراعة البنكرياس تتم في المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى بسبب السكر، وأن المرضى الذين سبق أن تمت لهم عملية زراعة كلى في الماضي ولازالت تعمل بنجاح.
3- المرضى المؤهلين لزراعة البنكرياس:
تتم عملية زراعة البنكرياس في مرضى السكر المعتمدين على الإنسولين والذين لا يستجيبون بصورة جيدة للعلاج بالأنسولين في نفس الوقت لديهم مضاعفات خطيرة بسبب عدم التحكم بمستوى السكر في الدم. وقد يضطر المريض إلى أخذ بعض الأدوية أيضا على مدى الحياة والتي تعتبر سامة مما قد تؤدي إلى تسبب ضرراً بالغاً في الجسم .
4- غدة البنكرياس:
غدة البنكرياس هي المسئولة عن إفراز الأنسولين وهي إحدى الغدد المزدوجة العصير قنوية ولا قنوية، والتي تحدد نسبة إفرازها للأنسولين l'insulineحسب وضع الجسم ويتدخل العصب الحائر في تكييف ما يلزم إفرازه من الأنسولين الجسم.
وغدة البنكرياس يصل طولها (14-18 سم) وتمتد أعلى البطن على شكل منشور فوق 12 من الأمعاء الدقيقة وراء المعدة مباشرة.
5- أنواع زراعة البنكرياس:
هناك 3 أنواع رئيسية لعملية زراعة البنكرياس:
- زراعة البنكرياس Transplantation pancrétique مع الكلى le rein في وقت واحد في المرضى الذين يعانون من داء السكري وفي نفس الوقت لديهم فشل في الكلى. وتؤخذ تلك الأعضاء عادة من نفس الشخص المتوفى. وهذا النوع يشكل أغلب عمليات زراعة البنكرياس Transplantation pancrétique حيث يعادل حوالي 75% من حالات زراعة البنكرياس.
- زراعة البنكرياس بعد أخذه من الشخص المتوفى بعد زراعة سابقة ناجحة للكلى le rein أخذت من شخص آخر قد يكون متوفى أو متبرع على قيد الحياة. ويشكل هذا النوع من الزراعة حوالي 15% من عمليات زراعة البنكرياس.
- زراعة البنكرياس فقط وذلك في المرضى المصابين بالنوع الأول من السكر الذين يعانون من هبوط حاد متكرر في سكر الدم ولكن الكلى لديهم تعمل بشكل جيد. ويشكل هذا النوع من العمليات حوالي 10% من حالات زراعة البنكرياس.
6- توقعات البنكرياس الجديد:
إمكانية الشفاء بعد زراعة البنكرياس تعتبر جيدة جداً، وأغلب المرضى الذين تتم لهم زراعة البنكرياس pancrétique يتمتعون بحياة جيدة، ومتوسط حياة البنكرياس المنقول في المرضى الذين يتم لهم زراعة الكلى مع البنكرياس وفي الوقت في حدود 86% خلال السنة الأولى، و 77% خلال ثلاث سنوات، 70% خلال خمس سنوات ومتوسط حياة البنكرياس في المرضى الذين يتم لهم زراعة البنكرياس فقط يعادل 81% في السنة الأولى، وحوالي 65% خلال ثلاث سنوات، و 52% خلال خمس سنوات. وقد بينت الإحصائيات أن زراعة البنكرياس Transplantation pancrétique مع الكلى le rein في نفس الوقت تعطي معدل أفضل للحياة.
7- مضاعفات عملية زراعة البنكرياس:
من أهم المضاعفات التي قد تحدث بعد عملية زراعة البنكرياس.
رفض الجسم البنكرياس المنقول، وتعتبر عملية الرفض من أكبر المعوقات التي تواجه عمليات نقل وزراعة الأعضاء بشكل عام. ويرجع ذلك إلى أن جهاز المناعة في جسم الإنسان مبرمج ليس فقط لتدمير البكتيريا والفيروسات وإنما أيضا الأنسجة المنقولة والتي يعتبرها أجسام غريبة.
8- زراعة خلايا بيتا من البنكرياس:
وهذه الطريقة تعتبر بديل جديد لزراعة البنكرياس لتلافي معوقات التبرع بكامل البنكرياس وهذا النوع من الزراعة لا يزال تحت التجربة وليس بنفس فاعلية زراعة البنكرياس على الأقل في الوقت الحاضر، وتهدف هذه العملية إلى إعطاء مريض السكري خلايا جديدة قادرة على إنتاج الأنسولين l'insuline، زراعة خلايا بيتا لا تتطلب إجراء عملية كبيرة ويحتاج المريض للتخدير الموضعي فقط ولا يتطلب بقاء في المستشفى طويلاً.